الاسد يتحدث عن مؤامرة في سوريا ولا يعلن رفع حالة الطوارىء

عرب توب – رويترز – تحدى الرئيس بشار الاسد نداءات يوم الاربعاء لرفع حالة الطواريء السارية منذ عدة عقود وقال ان سوريا كانت هدفا لمؤامرة أجنبية لاثارة الاحتجاجات التي قتل فيها أكثر من 60 شخصا.

ونظم مئات المحتجين الذين أغضبهم عدم تلبية مطالبهم مظاهرات تطالب بالحرية في مدينة اللاذقية الساحلية حيث قال سكان ان قوات الامن أطلقت النار في الهواء.

وقال الاسد الذي تحدث علانية للمرة الاولى منذ بداية المظاهرات التي لم يسبق لها مثيل والتي استلهمت انتفاضات في انحاء العالم العربي انه يؤيد الاصلاح لكنه لم يقدم أي التزام جديد بتغيير النظام السياسي الجامد الذي يقوم على الحزب الواحد.

وقال الاسد “ان الاصلاح هو ليس صرعة موسم فعندما يكون مجرد انعكاس لموجة تعيشها المنطقة فهو مدمر بغض النظر عن مضمونه” موضحا انه لن ينصاع لضغوط الاحتجاجات الحاشدة التي أطاحت بزعماء عرب اخرين. وقال الاسد دون ان يذكر دولا بالاسم “سوريا اليوم تتعرض لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط داخل الوطن تعتمد هذه المؤامرة في توقيتها لا في شكلها على ما يحصل في الدول العربية.”

وكان رفع حالة الطواريء — وهي الاداة الرئيسية في قمع المعارضة منذ فرضها بعد انقلاب عام 1963 الذي جاء بحزب البعث الى السلطة — مطلبا رئيسيا للمحتجين.

ويطالب المحتجون أيضا بالافراج عن السجناء السياسيين ومعرفة مصير عشرات الاف الاشخاص الذين اختفوا في الثمانينات.

وتمثل الاحتجاجات أخطر تحد لحكم بشار الاسد في سوريا التي تدعم جماعات مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس في غزة.

واتهم الاسد وسائل اعلام أجنبية تعمل في ظل قيود في سوريا بتحريف تصوير الاحتجاجات.

وطردت الحكومة ثلاثة صحفيين لرويترز في الايام الاخيرة — كبير مراسليها الاجانب في دمشق واثنين من طاقم تلفزيون رويترز تم احتجازهم لمدة يومين قبل ترحيلهم الى لبنان.

وتدفقت على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر الرسائل التي تعبر عن مشاعر الاحباط والغضب من خطاب الاسد الذي لم يقدم فيه أي ذكر لاصلاحات محددة حثه المجتمع الدولي على القيام بها.

وكتب مستخدم على صفحة فيسبوك “ما فهمناه من خطابه هو انه يجب اسقاط النظام” في انعكاس للشعارات التي كانت تتردد في تونس ومصر حيث تمت الاطاحة بالرئيسين.

ودعوا الى احتجاجات يوم الجمعة أطلقوا عليها “جمعة الشهداء” لكن لم يتضح عدد الاشخاص الذين سيشاركون في حركة الاحتجاج التي تراجعت في اليومين الاخيرين.

وفي اللاذقية نزل المحتجون الى الشوارع في منطقة الصليبة حيث أسفرت الاشتباكات في الاسبوع الماضي عن مقتل 12 شخصا وفقا للمسؤولين السوريين.

وقال المعارض البارز مأمون الحمصي انه توجد احتجاجات في درعا التي بدأت فيها المظاهرات ضد الاسد. ولم تتمكن رويترز من الحصول على تأكيد من مصادر مستقلة.

وكان قانون الطواريء يستخدم لخنق المعارضة السياسية وتبرير الاعتقال التعسفي واطلاق يد جهاز الامن في سوريا.

واستمرت الاعتقالات التعسفية في انحاء البلاد بأعداد كبيرة منذ ان صرحت مستشارة الرئاسة بثينة شعبان في الاسبوع الماضي ان الاسد يبحث الغاء قانون الطواريء حسبما ذكر محامون وناشطون.

ولم يذكر الاسد جدولا زمنيا لاصلاحات الاخرى ناقشها وتشمل قوانين بشأن الاحزاب السياسية وحرية الاعلام ومحاربة الفساد. وقال ان الاولوية ستعطى لتحسين أحوال المعيشة في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 22 مليون نسمة حيث يكافح كثير من السكان لمواجهة ارتفاع الاسعار وانخفاض الرواتب ونقص الوظائف.

وقال الاسد في كلمته “نستطيع ان نؤجل بيانا يصدره حزب. نؤجله اشهر او سنوات. ولكن لا نستطيع ان نؤجل طعاما يريد ان يأكله طفل في الصباح. نستطيع ان نؤجل معاناة قد يسببها قانون الطوارىء او غيرها من القوانين او الاجراءات الادارية التي يعاني منها المواطن ولكن لا نستطيع ان نؤجل معاناة طفل لا يستطيع ان يعالجه والده لانه لا يمتلك الاموال… كانت القضية قضية اولويات.”

وقال الحمصي لرويترز بالهاتف من كندا “لقد ركز على التحدي. انه يتحدى شعبه ويتحدى المجتمع الدولي.”

وقال الحمصي ان 105 أشخاص قتلوا في الاسبوعين الاخيرين في سوريا وتوقع ان تستمر موجة الاحتجاجات. وقال “الانتفاضة لن تتوقف لانه توجد حقوق يجب ان تتحقق” مضيفا ان احتجاجات اندلعت في درعا بعد وقت قصير من القاء الاسد كلمته.

وتحدث الاسد بعد يوم من انضمام عشرات الوف السوريين الى تجمعات حاشدة نظمتها الحكومة في انحاء البلاد للتعبير عن الولاء للرئيس البالغ من العمر 45 عاما الذي تولى الرئاسة في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الاسد.

وقبل الاسد استقالة حكومته يوم الثلاثاء لكن سقوط الحكومة ينظر اليه على انه تغيير شكلي لانها لا تملك سلطة تذكر في سوريا حيث تتركز السلطة في يد عائلة الاسد وجهازه الامني.

وقال الاسد ان قلة من الشعب حاولوا اثارة الفوضى في درعا لكن تم احباط المحاولة. وقال ايضا ان تعليمات واضحة صدرت لقوات الامن بعدم ايذاء أي شخص اثناء الاحتجاجات