الاسد يلقي باللائمة على “مخربين” ويتعهد باجراء اصلاحات
عرب توب – رويترز – تعهد الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاثنين باجراء اصلاحات في غضون أشهر لمعالجة موجة احتجاجات على حكمه لكنه أنحى باللائمة على من وصفهم بالمخربين في الاضطرابات وحذر من أنه لا يمكن التوصل الى اتفاق مع مسلحين.
وقال الاسد انه يجب أن يبدأ الحوار الوطني قريبا لبحث تشريعات جديدة بما في ذلك قوانين للانتخابات البرلمانية ووسائل الاعلام والسماح بانشاء أحزاب سياسية غير حزب البعث الى جانب بحث امكانية اجراء تعديلات دستورية.
ورفض نشطاء ومحللون وعوده قائلين انه فشل في التعامل مع مطالب المحتجين الذين يتحدون حملة عسكرية ممتدة منذ ثلاثة أشهر ويحتشدون من أجل مزيد من الحريات مما يمثل اكبر تحد لحكمه المستمر منذ 11 عاما.
وتقول جماعات حقوقية سورية إن 1300 مدني على الاقل قتلوا واعتقل عشرة الاف منذ مارس اذار.
وقالت الولايات المتحدة انها تريد أن ترى “أفعالا لا أقوالا” من الرئيس السوري بشار الاسد. وقالت تركيا التي تستضيف عشرة الاف لاجئ من الفارين من الحملة عبر حدودها ان الخطاب الذي القاه الاسد “لا يكفي” ودعت الى اصلاحات ديمقراطية واسعة.
وقال نشطاء ومقيمون انه بعد الكلمة التي ألقاها في جامعة دمشق خرج متظاهرون الى شوارع ضواحي العاصمة وفي مدينة اللاذقية الساحلية.
وقال المعارض السوري وليد البني ان النظام لا يدرك أن هذه حركة جماعية في الشوارع تطالب بالحرية والكرامة. وأضاف أن الاسد لم يقل شيئا ليرضي عائلات “الشهداء” البالغ عددهم 1400 أو تطلعات الشعب السوري لكي تصبح دولته ديمقراطية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند في افادة صحفية “بشار الاسد يقدم وعودا لشعبه منذ سنوات… منذ اسابيع. المهم الان هو الافعال لا الاقوال.”
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على الاسد ومسؤولين كبار اخرين. وقال وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم انهم يعدون لتوسيع نطاق عدد الاهداف التي تشملها العقوبات.
وتحدث الاسد عن الاثر الاقتصادي للاضطرابات وحث السوريين على المساعدة في استعادة الثقة باقتصادهم.
وقال “أخطر شيء نواجهه في المرحلة المقبلة هو ضعف أو انهيار الاقتصاد السوري وجزء كبير من المشكلة هو جزء نفسي.”
وفي ثالث خطاب يلقيه منذ بدء الاضطرابات في مارس اذار بدا الاسد متوترا حين تعهد ببدء حوار وطني حول الاصلاحات وطرح احتمال توسيع نطاق قرار العفو الذي أصدره مؤخرا لكنه أوضح أنه لن يتنحى كما يطالب المحتجون.
وأضاف “أنا التقيت بوفود عديدة البعض منها من المتظاهرين والبعض منها من غيرهم من كل المناطق والاطياف وأستطيع أن أقول أول شيء علينا أن نميز بين هؤلاء وبين المخربين.
“المخربون هم مجموعة قليلة.. فئة صغيرة مؤثرة حاولت استغلال الاخرين وحاولت استغلال الاكثرية الطيبة من الشعب السوري من أجل تنفيذ مارب عديدة.”
وأضاف أنه لا يمكن الوصول الى حل سياسي مع من يحملون السلاح.
وفي الوقت الذي اجتاحت فيه القوات السورية المنطقة الحدودية الشمالية الغربية مع تركيا ومنعت اللاجئين من الفرار من الحملة العسكرية دعا الاسد عشرة الاف شخص عبروا الحدود بالفعل الى العودة للوطن.
وقال في كلمته “هناك من يقول لهم أو يوحي لهم بأن الدولة ستنتقم… أنا أؤكد لهم أن هذا الشيء غير صحيح.. الجيش موجود من أجل أمنهم ومن أجل أمن أبنائهم.”
وستدعو لجنة للحوار الوطني اكثر من 100 شخصية في الاسابيع القليلة القادمة لبحث اطار العمل والية المناقشات.
وقال الاسد انه يأمل أن تكون الاصلاحات جاهزة في سبتمبر ايلول اذا أجريت الانتخابات البرلمانية في الموعد المحدد لها خلال شهرين وهو ما سيتخذ قرار بشأنه خلال الحوار.
وأضاف “انتخابات مجلس الشعب ان لم تؤجل فستكون في شهر اب (أغسطس) وسيكون لدينا مجلس شعب جديد في شهر اب بشكل عام.. ونستطيع أن نقول اننا قادرون على انجاز هذه الحزمة (من الاصلاحات) حتى نهاية شهر اب لنقل أول أيلول (سبتمبر) تكون هذه الحزمة منتهية.”
وقال المحلل اللبناني اسامة صفا ان تعهدات الاسد بالاصلاح جاءت “متأخرة كثيرا وقليلة جدا” مضيفا أنه بالنسبة للمعارضة السورية فان الاسد فقد شرعيته.
وتتحدى أعمال العنف القريبة من حدود تركيا سياستها الخارجية التي تتسم “بازالة كل المشاكل مع الجيران” والتي ساعدتها في مصادقة حكام دول الشرق الاوسط الشموليين وفي الوقت نفسه قدمت نفسها كمدافعة عن الديمقراطية.
وقال مسؤول تركي كبير يوم الاحد ان امام الاسد أقل من أسبوع لبدء تطبيق الاصلاحات التي يعد بها منذ فترة طويلة والا سيبدأ تدخل خارجي.
وقال وزير خارجية ايطاليا فرانكو فراتيني قبل اجتماع الاتحاد الاوروبي ان الاسد لديه فرصة اخيرة “ليبدأ اصلاحات ملموسة” وأضاف أن كثيرين بدأوا يفقدون الامل.
ومضى يقول للصحفيين “حتى الان نرى جرائم بشعة… الشرطة تطلق النار على المدنيين في الشوارع… هذا غير مقبول بالطبع.”
وصب المحتجون السوريون الذين يواجهون قوات تطلق الذخيرة الحية غضبهم على الاسد خلال الليل.
وقال شهود ونشطاء ان مظاهرات تفجرت خلال الليل في مدن حماة وحمص واللاذقية ودير الزور وعدة ضواحي بالعاصمة دمشق وفي البوكمال على الحدود مع العراق.
وتلقي سوريا باللائمة في أعمال العنف على جماعات مسلحة وعلى اسلاميين تدعمهم قوى اجنبية.
ومنعت الحكومة السورية معظم صحفيي وسائل الاعلام العالمية من العمل في سوريا مما يجعل من الصعب التحقق من روايات النشطين والمسؤولين.
واستبعد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف دعم قرار للامم المتحدة يدين الحملة التي تشنها سوريا على المحتجين المطالبين بالديمقراطية.
وانتقد ميدفيديف في مقابلة نشرت في صحيفة فاينانشال تايمز يوم الاثنين الطريقة التي فسرت بها الدول الغربية قرار الامم المتحدة 1973 بشأن ليبيا والذي قال انه تحول الى “قصاصة ورق لتغطية عملية عسكرية عبثية.
“لا احب استصدار قرار سوري باسلوب مماثل.”
بالتوفيق والإستقرار في سوريا وفي أي بلد يهمنا كأردنيين بشكل خاص لأننا نؤمن بأن الحوار الوطني مطلب أساسي في الإصلاح وهذا لا يكون إلا بتوافق الجميع ، طبعاً لمن يريد الإصلاح .