الاردنية آلاء الفيضي ترد على مقال الدكتور المسفر بـ” رب أخ لك لم تلده أمك “

عرب توب – كتبت الكاتبة الاردنية مقالاً ردا على مقال الدكتور القطري محمد صالح المسفر الذي يحمل عنوان “أرجوكم لا تضيعوا الاردن من ايدينا” , والذي طالب فيه من دول مجلس التعاون الخليجي بالتمسك بالاردن ليصبح عضوا في المجلي بعد ان تراجع المجلس عن هذه الخطوة , ليكون رد النشمية الاردنية بالمقال التالي :

آلاءالفيضي – ” ربّ أخ لك لم تلده أمك ”

أكاد أموت أكاد أجن فعقلي الآن لا يحتمل سماع هراءات ولا حتى مزيدا للكذب … وتعتري قلبي دقات متسارعة تحمل في نغماتها ألحان متناثرة بين سعادة لولادة أخ لا من أمي .. ولا حتى من صلب أبي … ونفحة أمل تتهاوى من فوهة بركان وتتصدى لصهير الحمم … وصياح الديك وقت الفجر يعلو ويسمو فوق نباح الكلب … ورجفة خجلٍ .

كم أخجل من شخص لا أعرفه يمسك بيدي كي لا أقع بكل هوان ع الأرض … وعلى مرأى أخي .. أراه غير مكترثٍ ولا حتى تثور ثوائره ليقول هات يدك أنت عرضي أنت شرفي .

وأزداد خجلا أن يكسوني نفس الشخص بعباءته.. ومازال أخي.. جالس يندب حظه ويقول تبا ليت عباءتها تناسب خصري … بعتمة ليلٍ.

جلست وحيدة أبكي وأبكي … بكاءا حارا يلوع لحرقته الكبد … وأتاني مبتسما هذا .. ربت عكتفي يقول .. لا تبك سأناشد أهلي .. أمي وأبي لحمايتك لأن من مثلك ظلم بهتان ضيعانها من بين يدي.

شكرته وقلبي يعتصر بصدري … وهمست بداخل أعماقي يا رجل ليتك لو أنك أنت كنت أخي!!!

بضع كلمات لا أعلم إن كانت ستفيك حقك، لكن الذي أعلمه أنك استفزيت مشاعري بين كوني مستشعرة لبصيص أمل بأن “لسا الدنيا بخير” وهناك من سيكون سندا لنا وعونا من الخارج، وبين حزن وغصة ألم لبعض رجالاتنا الذين اؤتمنوا على هذا البلد وما تراهم إلا أن عاثوا به فسادا ونهبا وخرابا واستنزفوا خيراته وتحدوا قانون الغاب وما أصبح شعارهم إلا “البقاء فقط للأغنى” وها أراك تثور حميتك على دول مجلس التعاون الخليجي وتقول: ” تمنيت أن يحظى الأردن بحكم “الدولة الأولى بالرعاية” وأن تخصص له كل من السعودية والإمارات والكويت نصيبا من البترول ومشتقاته ليلامسوا حاجة المواطن الأردني”.

حاجة المواطن الأردني!!! حاجة المواطن الأردني!!! حاجة المواطن الأردني!!! أسمعتم مرة من الوزراء أو يا أخي من أحد النواب ولو حتى سقط سهوا يقول جملة تختتم ب”حاجة المواطن الأردني”!!! والله حتى جاجة المواطن الأردني لم يعد هذا المواطن يملك ثمنا لها.

ولم أسمع أجمل وأصدق من هذه العبارة:

“إنني أطالب دول مجلس التعاون بالحرص على سلامة واستقلال الأردن بضفتيه واستقطابه كي لا يضيع من أيدينا كما ضاع العراق عندما امتنعنا عن إعفائه من ديونه المترتبة على الحرب العراقية الإيرانية، والله العظيم لو فتحت أبواب الأردن للسياحة الدينية للإيرانيين وما يترتب عليها لاستغنت عن مساعداتكم المالية. أرجوكم لا تضيعوا الأردن من أيدينا لصالح أطراف أخرى كما ضاعت المقاومة في جنوب لبنان لصالح إيران وكذلك العراق وكما تضيع المقاومة الفلسطينية لذات السبب.

آخر القول: أهمية الأردن لنا نحن الخليجيين أكثر من أهمية اليونان لأوروبا.. فهل أنتم تبصرون؟”

أشكرك أيها الرجل العظيم أشكرك على نبل مشاعرك وخوفك الكبير على الأردن وأشكرك على أصالة معدنك وعروبتك وأشكرك جزيل الشكر نيابة عن كل أردني غيور وحريص على بلاده ولك منا وقفة اجلال واحترام لصدقك وطيب أصلك، وفعلا رب أخ لك لم تلده أمك.