كارثة إنسانية بحدود تونس مع ليبيا
عرب توب- الديوان – وصفت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الوضع على الحدود الليبية التونسية بالكارثي. وقال المسؤول الإعلامي للمفوضية فراس كيال إن الأعداد التي يتواصل نزوحها باتجاه تونس تفوق القدرة الاستيعابية للمجتمع المحلي.
وقال كيال إن تونس تستقبل يوميا ما بين عشرة آلاف واثني عشر ألف شخص يفرّون من ليبيا بسبب الظروف هناك. ويتحوّل معظم اللاجئين إلى مطار جربة جنوبي تونس للعودة إلى بلدانهم.
وأضاف أن نحو 75 ألفا فروا من ليبيا منذ اندلاع الأزمة، وقد دخل نحو 14 ألفا يوم أمس وحده، وما زال هناك عشرون ألفا على الجانب الليبي، مؤكدا أنه تم تقديم الخدمات اللازمة ولكن الوضع وصل إلى حده الأقصى.
وأفاد مراسل الجزيرة رمزي الدوس في منطقة بن قردان الحدودية أن المدن التونسية الحدودية الصغيرة باتت عاجزة عن استيعاب الفارين، مشيرا إلى أن الخيام التي تؤويهم لا تزيد عن خمسمائة، تستوعب كل واحدة عشرة أشخاص.
ولفت إلى أن المنظمات الأهلية في تونس تبذل قصارى جهدها لتقديم ما يحتاجه النازحون من مساعدات وعلى رأسها الأغطية، ولا سيما أن الجو بارد جدا.
وقال إن مصر أرسلت سفينة لنقل ألف مصري، وتعتزم السفارة المصرية استئجار سفينة تونسية، غير أن تلك الجهود تبقى محدودة لأن الطاقة الاستيعابية لهذه البواخر محدودة جدا، خاصة أن ثمة نحو عشرين ألف مصري ينتظرون العودة.
ومن المتوقع أن تصل 13 طائرة مصرية إلى مطار جربة لنقل نحو ثلاثة آلاف مصري.
وأما عن الجنسيات الأخرى من الآسيويين مثل النيباليين والبنغاليين، فقال المراسل إنه لم يسمع من المنظمات الإغاثية أنها ستعمل على مساعدتهم في العودة إلى بلدانهم.
في الأثناء وصلت طائرة شحن محملة بمعدات طبية ومواد غذائية إلى مطار جربة في جنوب تونس، لمساعدة آلاف العمال الأجانب الذين غادروا ليبيا هربا من العنف هناك.
وقد وصلت الطائرة قادمة من مطار برينديزي العسكري في إيطاليا، مقر شبكة مخازن الأمم المتحدة للاستجابة للكوارث.
وستقدم المساعدات إلى عشرات الآلاف من العمال الذين تدفقوا على المعابر الحدودية بين ليبيا وتونس ومصر. وقال مسؤولو الهلال الأحمر التونسي إن الأوضاع صعبة في مطار جربة، الذي يتقاطر عليه باستمرار عمال مصريون وصينيون وآخرون من دول جنوب آسيا.
وعلى صعيد مساعدة الليبيين في الداخل، أفاد مراسل الجزيرة بأن قافلة مساعدات مصرية تنطلق غدا إلى بنغازي محملة بمواد غذائية وطبية.
وكانت غادرت مطار الدوحة اليوم طائرة محملة بمساعدات قطرية إلى الشعب الليبي.
وهذه هي الدفعة الثالثة من المعونات وتشتمل على أربعين طنا من المواد الغذائية والأدوية. وكانت قافلة المساعدات القطرية الثانية إلى الشعب الليبي، التي اشتملت على خمسين طنا من المواد الطبية والغذائية، قد عبرت منفذ السلوم البري وتسلمها الهلال الأحمر الليبي.
وفي المنطقة الفاصلة بين الحدود التونسية والليبية أطلق حرس الحدود التونسي النار في الهواء في محاولة للسيطرة على حشد من العمال الفارين من ليبيا حاول اجتياز المعابر.
ويسمح حرس الحدود للقادمين بالمرور من معبر رأس جدير لكنه لا يتمكن من إنهاء الإجراءات بالسرعة الكافية لمواكبة الأعداد المتزايدة.
فقد حاول البعض تسلق الجدار الفاصل بين الحدود التونسية والليبية مما دفع الحراس إلى ضربهم بالعصي ثم إطلاق النار بصورة متكررة في الهواء، وأصيب على إثر ذلك نحو ثلاثة أشخاص.
ويواجه النازحون النقص في المال اللازم لدفع تكاليف العودة إلى بلدانهم، مما دفع البعض إلى المبيت منذ أيام في العراء، ولا سيما أن الجو بارد ورطب.
ونقلت وكالة رويترز عن هوفيغ أيتميزيان من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قوله إن نقص الخيام والصرف الصحي من أكبر المشاكل التي تواجه النازحين.
نفي تونسي
من جانبها نفت تونس الأنباء التي ترددت اليوم عن قيامها بإغلاق الحدود البرية مع ليبيا.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية التونسية ليونايتيد برس أنترناشيونال إن الأنباء عن الإغلاق عارية عن الصحة، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية مدعومة بوحدات من الجيش تسهر على سلامة هذا المعبر الحدودي وتقدم التسهيلات اللازمة.