المتحف البريطاني : يقدم معرض “الحج.. رحلة إلى قلب الإسلام “
تجذب زوار وقاطني العاصمة البريطانية لندن، ملصقات ودعايات الإعلان عن إقامة معرض الحج “رحلة إلى قلب العالم الإسلامي” الذي انطلق يوم الخميس، في المتحف البريطاني في العاصمة لندن بالشراكة مع مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ولا تكاد تسلك شارعا أو تستقل قطارا أو حافلة إلا وتجد الناس مشدودي الانتباه وهم يتأملون إعلانات وملصقات معرض الحج ابتداء من محطات المترو اللندنية حتى تصل إلى محطة المتحف (هلبورن) في قلب العاصمة البريطانية.
وعندما تصل المتحف البريطاني العريق تشاهد المارة والزوار يقرأون إعلانات المعرض على أسوار وساحات المتحف الذي امتلأت جنباته ومداخله بالملصقات الصغيرة والكبيرة.وفور وصول المتحف تجد الأسهم التي تدلك على موقع معرض الحج (رحلة إلى قلب العالم الإسلامي) والذي خصص له قلب المتحف البريطاني في مساحة كبيرة جدا وتعكس مدى الاهتمام من جانب إدارة المتحف بهذا المعرض.عندما تهم بدخول المعرض تستمع مباشرة إلى صوت الحق “الأذان” الذي يشكل أول مرحلة يمر بها الزوار عند دخولهم المعرض قبل أن يحصلوا على أجهزة شخصية تشرح لهم تفاصيل ومعلومات كل جزء من المعرض وتعرفهم على القطع الأثرية الموجودة.
“الاقتصادية” كانت أول وسيلة إعلامية دخلت المعرض قبل افتتاحه رسميا ، من قبل الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا وبحضور الأمير محمد بن نواف سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة، والأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية عضو مجلس مكتبة الملك عبد العزيز العامة، والتقت بعدد من الزوار من غير المسلمين في المعرض وحصلت على بعض الصور الخاصة.
اشتمل المعرض على تفاصيل رحلة الحج العظيمة منذ بداية الإسلام والطرق التي كان يسلكها المسلمون في تلك القرون حتى العصر الحالي، كما اشتمل المعرض على جناح خاص بمكة المكرمة احتوى على شاشة كبيرة ومقاطع فيديو تشرح للزوار كيف يؤدي المسلمون فريضة الحج ابتداء من وصولهم إلى السعودية، كما اشتمل على معرض آخر للمدينة المنورة.
وقال لـ “الاقتصادية” الإنجليزي بيتر لوماس الذي زار المعرض مع افتتاحه أمس هو وزوجته القادمين من مدينة باث البريطانية لحضور المعرض، إنه استمتع جدا بما شاهده في المعرض وخاصة الفيلم المرئي الذي يشرح طريقة الحج، وقال “لم أتوقع ما شاهدته اليوم قبل حضوري” مضيفا “إنه معرض متميز جدا ويختلف عن المعارض الأخرى”، أما زوجته فتقول: “استمتعت بالمعرض وهو يعرض لغير المسلمين دين الإسلام.. الآن أستطيع أن أفهم طريقة الحج وماذا يحدث في تلك الرحلة”، وبينت أنها اندهشت من رؤية الكعبة المشرفة والطريقة التي يستبدل فيها ثوب الكعبة كل عام، وأضافت “المعرض علمني الكثير عن الحج، وأدعو كل أصدقائي لزيارته وأقول للمنظمين شكرا جزيلا لهم على إقامة المعرض الذي أتمنى له النجاح”.
من جانبها، تقول الزائرة ليندا القادمة من كينت لزيارة المعرض “إنه معرض تثقيفي وتعلمت الكثير اليوم من خلال رمي الجمرات وأهميته بالنسبة للمسلمين، واستطعت أن اطلع على عديد من الأمور التي ما كنت أعرفها سابقا ولا يستطيع أحدنا مشاهدتها إلا في هذا المعرض”. وبينت زائرة أخرى “إنه معرض معبر جدا واحتوى على الكثير من المشاهد والمعلومات القيمة بالنسبة لغير المسلمين للاطلاع عليه”.وبدوره، خصص المتحف البريطاني موقعا على الإنترنت لمعرض الحج وحدد أوقات الزيارة على طوال أيام الأسبوع.
وكان معرض الحج “رحلة إلى قلب العالم الإسلامي” الذي ينظمه المتحف البريطاني في العاصمة لندن بالشراكة مع مكتبة الملك عبد العزيز العامة قد انطلق الخميس، حيث افتتحه الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا بحضور الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية وعضو مجلس إدارة المكتبة، والأمير محمد بن نواف سفير خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة. وقد شهد حفل الافتتاح حضورا دبلوماسيا وإعلاميا كبيرا، إضافة إلى حضور وفد كبير من مكتبة الملك عبد العزيز العامة برئاسة فيصل بن معمر المشرف العام عليها.
وقال الأمير عبد العزيز بن عبد الله في تصريح بعد حفل الافتتاح “إن المعرض الأول من نوعه الذي يقام في العالم عن الحج، ويحكي عن تاريخ الحج والتوسعات التي تمت منذ البداية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين، والتوسعة التي تمت التي تستوعب أكثر من مليون حاج من خلال رمي الجمرات، المسعى، ماء زمزم، والساعة”. وأضاف “إنه معرض ممتاز يحكي للغرب عن تطور ومستقبل الحج”.
من جانبه، قال الأمير محمد بن نواف سفير خادم الحرمين الشريفين في لندن “إن فكرة المعرض في البداية من المتحف البريطاني، وكانت فكرة بسيطة ولكنها ولله الحمد بعد مشاركة المملكة من خلال مكتبة الملك عبد العزيز العامة تحولت الفكرة إلى ما نشاهده اليوم”.
وأردف “إن رسالة المعرض واضحة، فهي رحلة إلى قلب العالم الإسلامي، وهي أعظم رحلة للمسلمين كافة، وفرصة لإبراز دور المملكة في ما تقدمه من خدمة للحجيج، وإن شاء الله، ستصل هذه الرسالة من خلال ما شاهدنا في الحضور المتميز اليوم في حفل الافتتاح، ونأمل من المعرض أن يكون واسطة خير يبين فيه دور المملكة في خدمة الإسلام ورسالة الإسلام التي هي المحبة والسلام والوحدة”.
وأضاف سفير السعودية في لندن “أشكر المتحف البريطاني لإتاحة هذه الفرصة، وأشكر المسؤولين في مكتبة الملك عبد العزيز على إسهامهم وتمثيلهم لكل الجهات المعنية في المملكة لإنجاح هذا المعرض”.
من جانبه، قال مدير المتحف البريطاني نيل مكجرو في وقت سابق “إننا نطمح من خلال تقديم معرض الحج للزائر إلى أن يشعر بتلك التجربة”، مضيفا “إن الإعداد لمعرض يجسد تجمع نحو ثلاثة ملايين حاج كل عام في المكان نفسه وفي الزمان نفسه، ومحاولة تقديم صورة هذا التجمع الكثيف من الناس شكل تحديا”.
وأشار إلى أنه على الرغم من الصعوبات في نقل مثل هذه الصور الحية، إلا أن المتحف البريطاني حاول وبذل جهودا من أجل أن يضع صورة متكاملة عن الحج من خلال الرحلة التي يقوم بها المسلم، واستلهام معاني الحج و أهمية مكة المكرمة.
كما استعرضت فينيشيا بورتر أمينة المتحف، المراحل الأولية للتخطيط للمعرض والمعروضات التي يجب توفيرها، مشيرة إلى أن المعروضات تتضمن منسوجات وقطعا صلبة ومخطوطات.
وأوضحت أن مقتنيات المعرض ثرية في قيمتها التاريخية وتضم قطعا من الماضي وقطعا فنية حديثة تكشف جميعها عن التأثير المستمر للحج عبر العالم وعبر القرون. وبينت أن المعرض سيبرز الحج من رحلة الحاج إلى مكة المكرمة عبر الطرق الرئيسة التي سلكها الحجاج في الماضي سواء من قارة آسيا أو إفريقيا أو أوروبا أو الشرق الأوسط.
وأضافت أن المعرض سيشرح أيام الحج والفرائض المصاحبة لها ومعاني أداء الحج بالنسبة للحاج، إضافة إلى التركيز على مكة المكرمة قبلة المسلمين وأهميتها.ويشهد المعرض مشاركة من مكتبة الملك عبد العزيز العامة من خلال عدد من الصور القديمة والحديثة وأفلام ولوحات تعريفية وقطع أثرية ذات قيمة تاريخية عالية يصل عددها إلى 51 قطعة منها قطع نادرة لدرب زبيدة تعود إلى القرن الثامن الميلادي، وكذلك جزء حديث من ستارة الكعبة المشرفة ومجسم لتوسعة المسجد الحرام.كما تتضمن مشاركة المكتبة عرضا للصور النادرة عن الحرمين الشريفين وكذلك الأفلام الوثائقية، إضافة إلى الصور والأفلام الحديثة التي تمكن زوار المعرض من التعرف على مدى التطور والتحديث للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، والتعريف بطرق الحج القديمة وعرض صور تعرف بمناسك الحج والمعاني المرتبطة بها، وبما يمكن زوار المعرض من فهم الحج والتعرف على تاريخه والجوانب الثقافية المرتبطة به، ومدى تأثير هذه الرحلة المقدسة في المسلمين.
ويصاحب المعرض توزيع كتيبات وبطاقات بريدية مجانا على زوار المعرض للتعريف بالجهود التي تبذلها المملكة لخدمة الحرمين الشريفين والعناية بالمشاعر المقدسة والتعريف بالخدمات التي تقدم خدمة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين.