حزمة من الاصلاحات السياسية بعد احداث درعا الدموية
عرب توب – أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوماً تشريعياً يقضي بزيادة الأجور والرواتب والمعاشات، وذلك بعد لحظات من إعلان مستشارته الإعلامية بثينة شعبان عن سلسلة إصلاحات سياسية تستجيب لتطلعات الشعب السوري .
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الأسد أصدر مرسوماً تشريعياً ب”زيادة الرواتب والأجور الشهرية المقطوعة بمبلغ قدره 1500 ليرة سورية (30 دولاراً) للراتب المقطوع” .
وإضافة إلى هذه الزيادة قرر المرسوم زيادة بنسبة 30 في المئة للرواتب والأجور من دون 10 آلاف ليرة سورية (200 دولار) وزيادة قدرها 20 في المئة من الراتب أو الأجر الشهري البالغ 10 آلاف ليرة سورية فما فوق . كما أصدر الأسد مرسوماً بمنح أصحاب المعاشات التقاعدية من العسكريين والمدنيين1500 ليرة سورية إضافة إلى زيادة بنسبة 25 في المئة .
وأصدر الأسد أيضاً مرسوماً تشريعياً يقضي بتعديل معدّل الضريبة على الرواتب والأجور ورفع الحد الأدنى المعفى من الضريبة من الدخل الصافي إلى 10 آلاف ليرة سورية .
وكانت شعبان أكدت، في مؤتمر صحافي، أن القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم تعتزم وضع “آليات جديدة وفعالة لمحاربة الفساد وما يتطلبه ذلك من إصدار للتشريعات وللهيئات اللازمة لها”، وتعتزم “دراسة إنهاء العمل بقانون الطوارئ بالسرعة الكلية” وإصدار “تشريعات تضمن أمن الوطن والمواطن إضافة إلى إعداد مشروع لقانون الأحزاب في سوريا وتقديمه للحوار السياسي والجماهيري” .
وأضافت أن القيادة قررت زيادة رواتب العاملين في الدولة لمواجهة أعباء الحياة، وتمويل الضمان الصحي والعمل على خلق فرص عمل، وقالت إن القيادة قررت إصدار قانون جديد للإعلام من أجل مزيد من الشفافية في التغطية الإعلامية وتعزيز سلطة القضاء . وقالت إن “سوريا ستشهد قرارت هامة تلبي طموحات جماهيرنا”، مؤكدة أن “جماهيرنا ستكون مشاركة في القرار وصنع القرار ومشاركة في أي قرار يتخذ” . واعتبرت أن مطالب الشعب السوري “محقة”، مؤكدة أنه تتم معالجتها بالشكل السليم والسرعة المطلوبة “نتيجة الوضع في المنطقة وتغيير سقف التوقعات لدى الناس” .
وكان مصدر رسمي سوري أكد وقوع عشرة قتلى في أحداث درعا منذ الجمعة، فيما نقلت وكالات أنباء عن ناشطين “حقوقيين” وشهود عيان أرقاماً متفاوتة وصلت مئة قتيل الأربعاء، من دون أن تتوفّر آلية محايدة للتحقق حول ما ينشر . وذكرت شعبان في لقاء مع صحافيين أن “عدد القتلى بلغ عشرة أشخاص” منذ اندلاع الأحداث في درعا . وأوضحت “كان هناك تسعة قتلى حتى (أول أمس) إلى أن قضى جريح رفع محصلة القتلى إلى 10 أشخاص” مشيرة إلى “أن الأرقام التي تعطى (عبر الإعلام) لا تتناسب مع الواقع” . ولفتت إلى عدم “وجود أية جثة في مستشفى درعا الوطني فمن قتل أو استشهد يتم دفنه فوراً” . .
وقام سكان درعا، أمس، بتشييع ستة قتلى، بحسب الناشطين الحقوقيين الذين قال أحدهم إن أكثر من 20 ألف متظاهر شاركوا في مراسم التشييع . وردد المتظاهرون “بالروح بالدم نفديك يا شهيد”، وتوجهوا من المسجد العمري إلى المقبرة .
واتهمت شعبان جهات خارجية بالوقوف وراء أحداث محافظة درعا الحدودية، مؤكدة أن تحقيقات تجري لكشف ملابسات ما يحدث . وقالت “هناك أدلة على وجود تمويل خارجي وأياد خارجية تقف وراء ما يحدث في درعا”، لافتة إلى أن تحقيقات تجرى حالياً وسيتم الكشف عن نتائج هذه التحقيقات عندما تنتهي . وقالت إن القيادة القطرية لحزب البعث قررت تشكيل لجنة للاتصال بالمواطنين في درعا للوقوف على واقع الأحداث ومحاسبة المسؤولين عنها .
وقالت شعبان إن اختيار درعا لتكون منطقة الاضطرابات الأولى في سوريا يعود لقربها من الحدود، ما يجعلها منطقة يسهل إيصال المال والسلاح ووسائل الاتصال إليها، وليس لأسباب اجتماعية أو تنموية بين مطالب الناس المشروعة . وأضافت أن سوريا مستهدفة وأن “هناك دولاً ترغب في التعويض عن خسارتها لأنظمة قريبة منها، عبر إثارة الفتنة في سوريا”، مشددة على ضرورة التفريق بين استهداف سوريا والمطالب المحقة للشعب في درعا وغيرها . وقالت إن التظاهر السلمي مسموح، ولكن هذا ليس تظاهرا سلمياً، وشددت على أن المستهدف هو أمن سوريا وموقفها كونها ضلعاً أساسياً في مقاومة الصهيونية . وأشارت إلى أن هدف من يمول ويسلح ليس رفع المعاناة عن الشعب السوري، ونحن نعرف من تجربة العراق وتجربة ليبيا الحالية أن آخر هم لدى المجتمع الدولي هو الشعب السوري .