“القذافي الجديد” يغزو يوتيوب بالمقاطع والجمهور.. وينتصر

القذافي مغنٍّ

لو اخترت الذهاب الآن إلى يوتيوب ووضعت “القذافي يغني” في خانة البحث ستجد أن النتائج المرتبطة بما تود الوصول إليه عن القذافي مغنياً أكثر من نتائج البحث عن أشهر مطربي ليبيا وأكثرهم أصالة “محمد حسن”، ليس هذا فقط القذافي الذي يكن مشاعر جميلة تجاه أمريكا الجنوبية ظهر مغنياً بنفس كلماته في دويتو عُمل بطريقة المونتاج مع المغنية الكولومبية اللبنانية الأصل شاكيرا. ثورة القذافي الغنائية لم تتوقف عند هذا الحد فهي وصلت منذ البداية إلى الهاتف المحمول وأصبحت في أجهزة كثيرين إما نغمة للاتصال القادم على الهاتف, أو منبهاً للاستيقاظ من النوم.

التطور الحالي هو أن هذه الكلمات أصبحت ملهمة لأغانٍ كثيرة بدأت في الظهور على الساحة الفنية, ياسر حبيب مغنٍّ إماراتي اختار خطاب القذافي مشروعاً لأغنيته “دقت الساعة زنقا زنقا”، حيث يبدي فيها المغني قلقاً كبيراً وهو يبحث عن حبيبته في كل بيت ودار دار وزنقا زنقا.

آخرون ذهبوا بعيداً وفضلوا التنقيب في خطاب القذافي الثاني “غنوا وارقصوا” وجدوا أن كلمات الخطاب الحماسي الذي جاء مرتجلاً منحتهم قطعة موسيقية من حنجرة القذافي عندما صرخ في جموع المتظاهرين لتأييده في الساحة الخضراء “غنوا وارقصوا وافرحوا”، ليجد القذافي نفسه متورطاً مرة أخرى في أغنية جديدة لكن هذه المرة بمصاحبة الطبل البلدي.

القذافي ممثل كوميدي

لم يتخلَّ المشاركون في موقع يوتيوب عن البحث عن مواهب فنية أخرى للقذافي, ظهرت في مقاطع تمثيلية صحبة الفنان المصري أو الزعيم كما يحلو لمعجبيه عادل إمام, تشارك الزعيمان في عدة مقاطع تمثيلية على يوتيوب ظهر فيها عادل أمام وكأنه لا يفهم ماذا يريد القذافي أن يقول, في مقطعٍ آخر كان القذافي يصرخ بأعلى صوته “قد تندمون يوم لا ينفع الندم, الذي بيته من الزجاج لا يرمي الناس بالحجارة”، ليرد عادل إمام بصورة مفاجئة داخل المقطع “إحنا نروح القسم وكل واحد ياخد نصيبه هناك”.

مشاركة القذافي لعادل إمام لم تكن المشاركة الوحيدة داخل يوتيوب, فالقذافي كان بخطابه حاضراً في مشاهد تمثيلية مع الفنان المصري محمد سعد “اللمبي” ومع الفنان الكويتي عبدالناصر درويش, هذا الأخير في المقطع الذي ظهر فيه وكأنه بصحبة القذافي انتظر حتى أنهى القذافي حديثه “الليلة زحف سلمي راح يكون من داخل ليبيا ومن القرى” ليرد عليه درويش بطريقة أشبه بالسلام “شخبارك يبه زين!”.

صوت القذافي كان حاضراً في مشاهد أخرى, هذه المرة تم الاستغناء عن حضوره الجسدي, لكنه تمثل في شخصية نامق الكرتونية في مسلسل الأطفال القديم “عدنان ولينا”, والمثير أن أداء الشخصية الكرتونية الحقيقة كان شبيهاً إلى حدٍّ كبير بكلمات القذافي وهو يطالب مناصريه بالتقدم إلى الأمام وعدم الرجوع في طريق الثورة, هذا المشهد الذي بدأ متجسداً مع دبلجة صوت الزعيم الليبي على مقطعٍ من فيلم إفريقي يظهر فيه البطل وهو يودّع حبيبته السمراء ليقتحم الحشائش والغابات راكضاً لمواجهة أعدائه.

القذافي ينتصر على أيام هتلر

تحريك دمية القذافي درامياً في مشاهد كرتونية هي آخر صيحات ملاحقة الزعيم الليبي بالمقاطع الساخرة في يوتيوب, يظهر القذافي مرة مشاركاً لا يحظى بالقبول عند لجنة “arab‘s got talent” على “Mbc 4” على الرغم من تكراره للمشاركة, ومرة يظهر بعربته “التوك توك” في مشهدٍ كرتوني ايضاً, لكن المقاطع التي بدأت تأخذ حيزاً من المشاهدة أخيراً هي تلك التي جاءت بأشباهٍ للقذافي من دول مختلفة كان آخرهم مقاتل ياباني يفقد توازنه أثناء تأديته لحركة قتالية.

هذه المقاطع مكّنت القذافي من إزاحة مقطع أيام هتلر التمثيلي الذي استخدم كثيراً للتعليق على قضايا يومية واجتماعية طيلة العامين الماضيين, لينجح القذافي كما يحب في التفرد في يوتيوب مثلما فعل ذلك في طريقة حكمه لليبيا وفي كتبه ومؤلفاته انتهاءً بطريقة تعامله مع التظاهرات ومطالبات المعارضين لاستمرار حكمه في البلاد.

نواف القثامي-العربية