مصر تواجه خطر الفتنة الطائفية بعد سقوط 12 قتيلا
عرب توب – رويترز – تواجه الحكومة المصرية بقيادة الجيش تحديا كبيرا بعد يومين من اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين قالت وسائل اعلام حكومية انها خلفت 12 قتيلا و238 جريحا.
ونجم الاشتباك الذي اندلع مساء السبت عن شائعات خطف امرأة مسيحية اعتنقت الاسلام وهو يعد أسوأ عنف طائفي منذ مقتل 13 شخصا في أعمال عنف في التاسع من مارس اذار في القاهرة بسبب حرق كنيسة.
وقال الجيش ان 190 شخصا سيحاكمون أمام محكمة عسكرية بشأن احداث العنف التي وقعت يوم السبت.
ويوم الاحد توجه مئات من الشبان المسيحيين الى وسط القاهرة باتجاه مبنى الاذاعة والتلفزيون مطالبين بتنحي المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير امور البلاد منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط.
وقابلهم حشد من الرجال المسلمين وحاول بعضهم تهدئة غضب المسيحيين لكن اشتباكات اندلعت وتبادلت الجماعتان الرشق بالحجارة. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان 42 شخصا اصيبوا في هذه الاشتباكات.
وهدأت الاشتباكات في وقت لاحق لكن مئات المحتجين ظلوا في المنطقة حتى وقت متأخر من الليل.
وقال شهود ان السلطات نشرت عربات عسكرية بالقرب من الكنائس في حي امبابة بالقاهرة يوم الاحد بعد مقتل 12 شخصا في الاشتباكات بين مسلمين ومسيحيين في اليوم السابق.
وعرض المصابون المسلمون والمسيحيون الذين يعالجون في المستشفى امام الصحفيين ثقوبا صغيرة بدت مثل الجروح الناجمة عن الرصاص. وقالت وسائل الاعلام الحكومية ان 12 شخصا لاقوا حتفهم و232 أصيبوا بجروح. وقالت مصادر طبية ان 65 من الجرحى أصيبوا بأعيرة نارية.
وألغى رئيس الوزراء المصري عصام شرف جولة خليجية ليترأس اجتماعا لمجلس الوزراء تقرر خلاله نشر المزيد من قوات الامن قرب الاماكن الدينية وتشديد قوانين تجرم الهجوم على دور العبادة.
وقال وزير العدل محمد عبد العزيز الجندي في بيان بثه التلفزيون بعد اجتماع مجلس الوزراء انه تقرر “منع التجمهر حول دور العبادة حفاظا على قدسيتها وعلى أمن المواطنين ودرءا للفتنة الطائفية.”
وطوقت السلطات الشوارع قرب كنيسة مار مينا في امبابة التي احتشد امامها نحو 500 من المسلمين السلفيين يوم السبت لمطالبة المسيحيين بتسليم المرأة التي قالوا انها اعتنقت الاسلام.
وقال شهود ان معركة بالاسلحة النارية اندلعت مع تجمع المزيد من الناس حول الكنيسة وتبادل الجانبان القاء القنابل الحارقة والحجارة. وأطلق أفراد من الجيش والشرطة النار في الهواء واستخدموا الغاز المسيل للدموع للفصل بين الجانبين لكن التراشق بالحجارة استمر بعد دخول الليل.
وأدى انقطاع الكهرباء الى اغراق المنطقة في الظلام مما جعل من الصعب على قوات الامن اخماد أعمال العنف.
واضرمت النيران في كنيسة السيدة العذراء التي تقع على مسافة قريبة وأتت على محتوياتها. وقال شاهد ان بلطجية اشعلوا النار في الكنيسة وان السلفيين حاولوا منعهم.
واستنكرت جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبر على نطاق واسع القوة السياسية الاكثر تنظيما في مصر احداث العنف.
وقال محمد بديع المرشد العام للجماعة على موقع الجماعة على الانترنت “الاخوان ومن قبلهم الاسلام يستنكرون كل وسائل الارهاب ولا يوجد في الاسلام مثل هذا الاجرام.”
وعقد الازهر الشريف وهو اكبر مؤسسة دينية في مصر اجتماعا طارئا لمناقشة الاشتباكات ووجه مفتي الجمهورية دعوة الى عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية.
وقال جمال عيد وهو كاتب ونشط في مجال حقوق الانسان انه يعتقد أن الجيش في حالة من التشوش.
وأضاف أن الجيش يخشى اتخاذ اجراءات صارمة ضد المتطرفين خشية اتهامه بقمع تلك الحركات.
وانحى المحامي بيتر النجار وهو مسيحي باللائمة في الاشتباكات على سلفيين يسعون للحصول على التأييد من المسلمين الاكثر اعتدالا.
وقال النجار “انهم يريدون كسب تعاطف المسلمين المصريين وهم يعتقدون انهم بفعل ما يفعلونه سيصلون لهدفهم ويكسبون ارضية سياسية.”
وغالبا ما يندلع العنف الطائفي في مصر بسبب اعتناق افراد من احدى الديانتين للديانة الاخرى والخلافات العائلية وبناء الكنائس. وأبدى المسلمون والمسيحيون تلاحما كبيرا خلال ثورة 25 يناير كانون الثاني التي أطاحت بمبارك لكن التوترات الطائفية برزت الى السطح مرة أخرى.
وقال بعض المسيحيين ان قوات الامن تباطأت في تفريق الحشود التي تجمعت أمام كنيسة مار مينا وكانت تراقب من بعيد الاوضاع بينما خرجت التوترات عن نطاق السيطرة. ويشكل المسيحيون حوالي عشرة في المئة من عدد سكان مصر البالغ 80 مليون نسمة.
وعبر العلمانيون المصريون ايضا عن القلق ازاء ما يرونه تراخيا تجاه عنف السلفيين منذ الاطاحة بمبارك.
وفي مدينة الاسكندرية الساحلية شارك مئات المسلمين والمسيحيين في مظاهرة تدعو للوحدة ومعاقبة من شاركوا في عنف السبت.
وردد المتظاهرون هتافات تقول “مسلم ومسيحي ايد واحدة” و”لا لا للارهاب” و”مسلمين مسيحيين.. كلنا واحد مصريين”.