المسفر: وجود الأردن على حدود الجزيرة العربية هبة من الله للدفاع عن المقدسات الإسلامية
عرب توب – الدستور الاردنية – قال استاذ العلوم السياسية في جامعة قطر المفكر العربي الدكتور محمد المسفر ان الانسان والمواطن الاردني ثروة اقتصادية يجب استثمارها ومساعدتها من اجل استقطابها لعالمنا العربي بدلا من ان تتوجه الى الدول الاجنبية.
واضاف الدكتور المسفر في مقابلة مع اذاعة “امن. اف. ام” ان الأردن مخزون استراتيجي كبير، مخزون بشري كبير، مخزون علمي كبير، مخزون ثروات كبيرة، مخزون تراث ديني، واعتقد ان وجود الأردن على حدود الجزيرة العربية هبة من الله للدفاع عن المقدسات الإسلامية في هذه المنطقة، الأردن مر بعثرات في التاريخ ولكنه إن شاء الله سيخرج منها بعون الله تعالى.
والاردن هو السور الحامي للمقدسات في جزيرة العرب وكنت اتوقع من مجلس التعاون الخليجي ان يدعمه بـ» 4 – 5» ملايين نفط باستمرار، مشيرا الى ان السياحة الدينية في الاردن يمكن ان تجلب له المال الذي يغنيه عن المساعدات، لكن اباء الشعب الاردني وشجاعته وحميته الوطنية لا تسمح له بالانفتاح السياحي والنظام السياسي في الاردن لا يسير الا وفق رغبة الشعب.
وقال المسفر ان مدينة الحسين الطبية صرح كبير يقدم خدماته للآلاف من مواطني الدول العربية وكنت اتوقع دعمه بـ»50» مليون دولار.
وفيما يلي تفاصيل المقابلة.
س: مقالتكم بعنوان «لا تضيعوا الأردن لصالح إيران» جاءت هذه المقالة وأعطت بصراحة ووضوح وبجرأة كلمة حق أنت نطقت بها، ما هي الأسباب التي دفعت كاتباً بثقل الدكتور المسفر أن يكتب هذا المقال وبهذا الوقت الذي نشهد به الآن عدة تداخلات في هذا الموضوع، وهو موضوع الأردن ودول الخليج.
د.المسفر: الدوافع كثيرة جداً، الدوافع خوفي على وطني وبلدي وأمتنا العربية، وأقصد بلدي ووطني هو وطني العربي كاملاً، والدوافع أيضاً أنني أرى بأن هناك عيونا وهناك قوة كلها متربصة بهذه المنطقة العربية، وهذه المنطقة الأكثر غنى في الوطن العربي من الناحية المالية ومن ناحية الطاقة، وبالتالي حرصي على هذه الأمة وحرصي على ثرواتها فإنني أدعو إلى أن يكون هناك ائتلاف للوطن العربي كله، وعلى وجه التحديد دعوتي للأردن واليمن والعراق، فهذه هي الدوافع الحقيقية. الدافع الآخر أننا بحاجة إلى كتلة بشرية في هذه المنطقة التي تطغى عليها قوى عاملة كثيرة وأطماع كبيرة جداً وحولنا محيط نووي، باكستان والهند وأفغانستان وإيران التي تتطلع إلى أن تكون في هذا النادي النووي إلى جانب إسرائيل، إذن نحن مطوقون بكم هائل من التسلح النووي أو أسلحة الدمار الشامل، فهذه الدعوة الحقيقية، واليد الممدودة حالياً في ظل الظروف الراهنة والأكثر تيسيراً هي أن يكون الشعب الأردني شريكاً معنا في مصيرنا ونحن شركاء معه في مصيره، وليس أكثر ولا أقل من ذلك الدافع الذي دفعني إلى هذا العمل.
س: الآن، استغل بعض أصحاب النوايا السيئة بحصر تفكيرهم ورؤيتهم ونظرتهم السلبية لهذا التوجه الخليجي، رغم أن الجميع يدرك بأن الأردن ودول الخليج العربي مكملان لبعضهما بكافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، برأيك ما الذي جعل هؤلاء أصحاب الأجندات والنوايا السيئة بأن يجعلوا من هذا التوقيت لعبة بيدهم؟.
د. المسفر: محاولة تحجيم دور التواجد العربي في منطقة الخليج ليست وليدة الساعة بل قديمة مع مرور الزمن، لكنها تكاثرت الآن ، فإيران أصبحت قوة الآن كما نرى وآخرها هذه المناورة بالذخيرة الحية القوية في مياه الخليج، ويجب أن لا ننسى أن في أمتنا منهم الحاقدون والحاسدون ومنهم الشعوبيون ومنهم أصحاب الطوائف المتعددة التي تريد سيادة طائفة على بقية الأمة، كل هذه الأعمال الموجودة هي التي تجعلهم الدافع أو المحرض الأساسي لعدم توسيع دائرة مجلس التعاون الخليجي ليشمل الدول الثلاث التي قلتها والعراق كنت أتمنى أن يكون الأول وكذلك اليمن والأردن، ولكن للأسف العراق يستثنى من تفكيري الآن، ليس كرهاً في شعب العراق ولا من مكانة العراق.
س: ذكرتم أن البيان الختامي لاجتماع دول مجلس التعاون الذي عقد في الرياض تقرر فيه دراسة مجالات التعاون الاقتصادي مع المغرب والأردن، ودعم الدولتين بخمسة مليارات دولار توزع بالتساوي بينهما، بصدق، هل كنت تتوقع أكثر من ذلك؟.
د. المسفر: الأردن والمغرب وأقطار كثيرة عربية تحتاج لأكثر من هذا، فنحن ولله الحمد، الله أكرمنا بنعمة محسودون عليها، وهي هذه النعمة يجب أن تشمل أهلنا، فنحن من المحبين للأردن واليمن والسودان أيضاً ولكل الدول العربية، فلماذا لا يذهب الخير لكل الدول العربية، فمثلاً، كان بإمكاننا أن نستغني عن التسلح ونبني تنمية كبيرة، وأنا كنت من الذين يدعون بان الأردن بحاجة إلى أن تمس حاجة الناس في الشارع، فكنت أتوقع بأن الدول التي لديها فائض نفطي أن تخصص 4 – 5 ملايين برميل معونة للأردن باستمرار، لتغطي العجز في وسائل الطاقة، وهذه الدول قادرة على ذلك فهذا الامر يمس حاجات الناس وليس النظام السياسي، حاجة النظام السياسي هناك عملية أخرى ليس هذه هي، فخلال زيارتي للأردن ولمدينة الحسين الطبية رأيت آلافا من الناس من مختلف الدول العربية متواجدين في هذا المستشفى، فكنت أستغرب من هذه الدول التي حباها الله بهذا الكرم أن لا تمد يدها للنهوض بهذا الصرح الطبي الذي يخدم الشعب العربي والشعب الأردني والشعب الفلسطيني، فكنت أتوقع أن يكون هناك مثلاً 50 مليون دولار لمدينة الحسين الطبية، نحن نقول أنكم بحاجة إلى البترول ومشتقاته، ومساعدات للكادر الطبي الحكومي الذي تصرف عليه الدولة وليس المستشفيات الخاصة، فهذا ما كنت أتوقع أن يكون.
س: العلاقات الأردنية الخليجية مؤسسة منذ القدم على أسس سليمة وصحيحة، أنتم طالبتم في مقالتكم بالحرص على سلامة واستقلال الأردن، كيف يكون هذا الحرص من وجهة نظرك؟.
د. المسفر: الدول عندما يكون لديها أزمات مالية وأزمات اقتصادية تلجأ إلى من يعينها، لا نريد أن نكون رهائن لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي يفرض شروطه وبرامجه وتوجهاته السياسية علينا، رأينا صندوق النقد الدولي كيف كان يريد أن يفرض سيادته على مصر في بناء السد العالي، رأينا أيضاً البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ماذا يشترطان في معوناتهم للأردن ولدول أخرى كثيرة ومتعددة، فأقول المحافظة على سيادة واستقلال الأردن أن يكون الاستقلال المالي والاستقلال السيادي في قضية الثروة الاقتصادية، وأهم عوامل الثروة الاقتصادية في الأردن هي الإنسان والمواطن الأردني، وعندما أقول المواطن الأردني أقصد جميع من يحملون الهوية الأردنية بالنسبة للأردني، فهذه الثروة يجب استثمارها ومساعدتها في استقطابها إلى عالمنا العربي وليس إلى الدول الأجنبية من أجل أن يستفيدوا هناك مالاً ونحن نستطيع أن نوفر لهم هذا المال، فهذا ما أريده، استقلالا ماليا واستقلالا سياسيا، أن الإرادة السياسية لا تكون مرهونة بالحاجة المادية والنقدية، وبالتالي نقول بأن هذه العقول البشرية نحتاجها في منطقة الخليج وهذه العمالة الأردنية نحتاجها في منطقة الخليج لتزاحم العمالة الآسيوية التي تقدر بأكثر من 15 مليون إنسان متواجدين في المنطقة، نحن في حاجة إلى كم بشري تتوفر لديه مهارات وقيادات وعقول وخبراء ومهندسون وأطباء وعلماء وأساتذة جامعات ومدارس ومعاهد، فنحن قادرون على أن نستغني عن القوى الأجنبية في سبيل أن تكون بيننا الأردن، فهذا نوع من المحافظة على استقلال الأردن، وأن لا يكون تحت ذريعة الحاجة لان يذهب الى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أو إلى دول أخرى لتقدم معونة ومساعدات لأي شيء، وقد ضربت مثلاً أن السياحة الدينية في الأردن قد تجلب لها الأموال الكثيرة لو أعطيت الحرية المطلقة وليس بالقيود التي هي معروفة ونعرفها من حرص القيادة السياسية في الأردن والمجتمع الأردني الحريص على أن لا يدخل بيته أجنبي، ولا زلت أذكر، وهنا الإشادة بما فعل إخواننا في الكرك عندما أقاموا مسيرة كبيرة بمناسبة خروج آخر جندي أميركي من العراق.
س: أقسمت بالمقالة وقلت «والله العظيم لو فتحت أبواب الأردن للسياحة الدينية للإيرانيين وما يترتب عليها لاستغنت عن المساعدات المالية»، ما هي الأسباب التي جعلت الأردن يضحي بهذه السياحة ومردودها المادي العالي وجعلته أكثر قرباً وتقرباً من دول مجلس التعاون.
د. المسفر: أعتقد أنه الانتماء الوطني للشعب الأردني العظيم هو الذي يمنع هذا الانفتاح السياحي، كذلك العقيدة السياسية للدولة والنظام السياسي لن تسير إلا فيما يرغبه الشعب الأردني في هذا المجال بالتحديد، وبالتالي فهو ليس من مشجعي السياحة الدينية التي هي سياحة الأضرحة على وجه التحديد ولا يقوم بذلك، فأنا أقسمت بالله لو فتحت هذه، لكن عندي قناعة بأن الشعب الأردني لن يقبل هذا المشروع على الإطلاق حتى لو جاع، فالشعب الأردني بعراقته وأصالته العربية وبأصول عربية قبائلية معروفة نعرفها جيداً ونتعايش معها في جزيرة العرب هؤلاء خرجوا من هذه المناطق واتجهوا نحو الشام، الأردن وفلسطين والشام.. الخ، وبالتالي إباؤهم وشجاعتهم وغيرتهم وحميتهم العربية لن يقبلوا، وأنا أقسمت بالله وما زلت صادقاً لو أرادوا لاستطاعوا أن يحققوا الكثير، ولكني أتمنى على أهلنا في الخليج، هذه الدول القادرة، أن تمد يدها بكل سخاء وبلا منة، إلى أهلنا في الأردن، ليس صدقة وليس منة ولكن في انتاج مشاريع إنتاجية كالزراعة والصناعة وهناك اليورانيوم والفوسفات وأملاح البحر الميت. نحن نقول أن أيدينا يجب ان تكون ممدودة للاردن وعقولنا منفتحة ومفتوحة نحوه لأنه السور ليحمي المقدسات في جزيرة العرب، في مكة والمدينة، ويحميها في منطقة أسواق العرب منهم عُمان الممتدة إلى ثقيف إلى فلسطين، هذا الذي نبتغيه وهذا الذي نبحث عنه، لا نبحث عن شيء آخر على الإطلاق، أنا لا يربطني في الأردن إلا رباطي العربي، فلهذا أدعو دول مجلس التعاون، وكذلك الجزائر وليبيا الى أن تنظر إلى الأردن لأنها الحدود الأولى لصد أعداء الأمة للوصول إلينا وذلك لن يتأتى إلا بعملية الاقتصاد والانفتاح بعقل وإيمان صادقين.
س: كعربي وكشخص منتمٍ لامته العربية، لفتت انتباهنا مقولتك في النهاية «أرجوكم لا تضيعوا الأردن من أيدينا لصالح أطراف أخرى» كثير من الناس أو المشككين يقول ما هي أهمية الأردن لدول الخليج العربي؟.
د. المسفر: الأردن مخزون استراتيجي كبير، مخزون بشري كبير، مخزون علمي كبير، مخزون ثروات كبيرة، مخزون تراث ديني، ففي القريب العاجل، القدس ستعانق الكرك وتعانق اربد وعمان بعيدا عن نفوذ الاحتلال، واعتقد ان وجود الأردن على حدود الجزيرة العربية هبة من الله أن للدفاع عن المقدسات الإسلامية في هذه المنطقة، الأردن مر بعثرات في التاريخ ولكنه إن شاء الله سيخرج منها بعون الله تعالى. وأنا هنا أناشد الإخوة في المملكة العربية السعودية، وهم الأكثر قدرة، أن يتجه أهل الخير، وأقصد هنا الجمعيات الخيرية لتقديم الدعم للنهوض بالمؤسسات الاقتصادية والمؤسسات الصحية في الأردن وعلى قمتها مدينة الحسين الطبية، أعتقد أنهم سيعملون خيراً وسيكون صدقة جارية لهم عند الله.
ليش يا أستاذ مين اللي باع القدس ؟؟