وفاة البابا شنودة بابا الاسكندرية في مصر و بطريرك الكرازة المرقسية عن عمر ناهز 88 عاما
توفي منذ قليل في يوم السبت البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية في مصر وبطريرك الكرازة المرقسية عن عمر 89 عاماً. وقد تناقلت وكالات الانباء المصرية المختلفة هذا الخبر بحزن شديد، حيث أنه معروف بصلاحه ورجاحة عقله وآراءه التي يتفق عليها الجميع. كما وفور صدور الخبر، توافد آلاف الأقباط على الكاتدرائية في حالة انهيار وبكاء. وقام التليفزيون المصرى بتغيير خريطته فور وفاة البابا شنودة اليوم حيث تقرر منع إذاعة الأغانى والفيديو كليب والأعمال الدرامية والمسرحيات، وسيتم عرض مجموعة من الأفلام التسجيلية وهى فيلم رنين الماضى عن البابا والذى أخرجته سميحة الغنيمى حيث يجرى حاليًا الانتهاء من وضع خريطة برامجية خاصة يعرضها التليفزيون على مدى 3 أيام حدادًا على وفاة البابا. وتقرر وضع جثمان البابا بتابوت زجاجى بالكاتدرائية ليلقي محبوه نظرة الوداع.
كما وكشف القس الدكتور إكرام لمعي المستشار الإعلامي للكنيسة الإنجيلية أن المجلس الملي للأقباط الأرثوذكسي سيرشح ثلاثة أساقفة بالانتخاب المباشر لخلافة قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مشيرًا إلى أن العناية الألهية ستكون لها دور في تحديد البابا الجديد من خلال اختيار طفل لأحدهم. وقال لمعي، في اتصال هاتفي مع قناة “النيل للأخبار” اليوم السبت، :”إن في حال وفاة البابا يجتمع المجلس الملي الأرثوذكسي الذي يتكون من جميع الأساقفة، ويقوم المجلس بترشيح ثلاثة أساقفة بالانتخاب المباشر لخلافة قداسة البابا شنودة”. وتابع قائلا :”إن المرشحين سيتم كتابة أسمائهم في ثلاث ورقات، يتم وضعهم على المذبح.. وبعد الصلاة في المذبح يقوم أحد الأطفال باختيار ورقة لتحديد اسم البابا الجديد”. وأوضح القس الإنجيلي أنه يتم اعتماد هذه الطريقة حتى يكون هناك تدخل إلهي في اختيار قداسة البابا الجديد. وأشار المستشار الإعلامي للكنيسة الإنجيلية إلى أن هناك اجتماعًا حاليًا يضم مجموعة من الأساقفة، لترتيب مراسم دفن البابا شنودة. وأشاد لمعي بمواقف البابا شنودة الوطنية خاصة فيما يخص القضية الفلسطينية ورفضه لمعاهدة كامب ديفيد، معتبرًا أن وفاته هى مصيبة لكل المصريين باختلاف طوائفهم.
البابا شنودة من مواليد العام 1923 تاريخ 3 أب، ولد في قرية سلام في محافظة أسيوط المصرية، التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947، وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليريكية وعمل مدرساً للغة العربية ومدرسا للغة الإنكليزية، حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاُ في نفس الكلية في الوقت عينه.
كان البابا شنودة يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية وكان لعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة “مدارس الأحد” وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة، وكان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وخادما في مدارس الآحاد، ثم ضابطاً برتبة ملازم بالجيش.
رسم راهباً باسم انطونيوس السرياني في يوم السبت 18 تموز 1954، وقد قال قداسته انه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش قداسته حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل و الصلاة، وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً.
رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية، وذلك في 30 ايلول 1962. وعندما تنيَّح قداسة البابا كيرلس في الثلاثاء 9 اذار 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 تشرين الاول، ثم جاء حفل تتويج البابا شنودة للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 تشرين الاول 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
في عهد البابا شنودة تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام، بما في ذلك أول أسقف للشباب، وأكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.
كما وبدورنا في عرب توب نتقدم بخالص التعازي لإخواننا وأخواتنا أقباط مصر في وفاة البابا شنودة الثالث، انا لله وانا اليه راجعون.