القلق يتصاعد في العراق ولبنان من اتساع نطاق الحرب السورية
بغداد – بيروت – 21 يونيو – عرب توب – مصطفى العديلي:- حذر العراق من أن الحرب الاهلية في سوريا تمزق الشرق الاوسط في حين حث الرئيس اللبناني جماعة حزب الله اللبنانية اليوم الخميس على سحب مقاتليها من سوريا.
وبعد معارك مستمرة منذ أكثر من عامين أسفرت عن مقتل أكثر من 93 ألف شخص بدأت الاضطرابات في سوريا تجر جيرانها الى مواجهة دموية بين ايران الداعمة للرئيس بشار الاسد ودول الخليج العربية الداعمة للمعارضة المسلحة.
ومني المعارضون بسلسلة انتكاسات في ساحة المعركة وهم محاصرون في ضواحي دمشق يواجهون تقدما بطيئا ولكن مطردا من جانب قوات الاسد التي بدأت تستعيد اليد العليا في الصراع.
وفي دلالة على الدمار الذي سببته الحرب وضعت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /يونسكو/ مواقع التراث العالمي الستة في سوريا على قائمتها بالمواقع الاثرية المعرضة للخطر اليوم الخميس ودعت الى بذل جهود دولية لحمايتها.
ويعاني العراق ولبنان من تصاعد العنف على أراضيهما مع تحول الصراع السوري بشكل متزايد الى حرب بالوكالة على أساس طائفي.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مقابلة مع رويترز في بغداد //العراق في أصعب موقف وسط هذه الاضطرابات الاقليمية والصراع في سوريا أصبح صراعا اقليميا بكل المعايير.//
وأضاف //نبذل ما في وسعنا للحفاظ على موقف محايد لكن الضغوط هائلة والى متى يمكننا الصمود أمر يتعلق بتطور الاحداث في سوريا.//
وفي ظل تسليح روسيا وايران لقوات الاسد وانضمام جماعة حزب الله للقتال الى جانبه اتفقت القوى الغربية الاسبوع الماضي على تكثيف المساعدات للمعارضة المسلحة المؤلفة في اغلبها من السنة والتي طردت من بلدة القصير الاستراتيجية شمالي دمشق.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية مجموعة أصدقاء سوريا الداعمة للمعارضة في قطر يوم السبت لبحث تقديم دعم للجيش السوري الحر للدفاع عن مدينة حلب الشمالية الرئيسية.
وتضم المجموعة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية وتركيا ومصر وقطر.
وربما باتت فرص المعارضة في تحويل دفة الامور لصالحها في دمشق متوقفة على الدعم العسكري من الداعمين الغربيين والعرب.
وقال دبلوماسي غربي مشارك في المحادثات //اذا تلقت الجبهة الشمالية ما يكفي من الدعم المادي وغير المادي سريعا فيمكن أن يعادل هذا دعما بالاف الرجال وربما عشرات الالاف.//
وفي مؤشر اخر على امتداد العنف في سوريا قالت مصادر ان معارضين اسلاميين عربا اشتبكوا مع أكراد في شمال شرق سوريا. وأضافت المصادر التي تنتمي الى الطرفين أن عدد القتلى بسبب المعارك وعمليات
الاغتيال في الايام القليلة الماضية بلغ ما لا يقل عن 30 شخصا بينما احتجز العشرات في عمليات خطف انتقامية متبادلة.
ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضغط الغربي في قمة مجموعة الثماني في أيرلندا الشمالية هذا الاسبوع لوقف تسليح حكومة الاسد وحذر الغرب من تسليح المعارضين الاسلاميين الذين وصفهم بأكلة لحوم البشر.
ويعتقد المعارضون المسلحون أن قرار الولايات المتحدة الاسبوع الماضي بمنحهم دعما عسكريا سيؤدي الى استئناف امدادات الاسلحة عبر الأردن بعدما جرى تقييدها بينما كانت الولايات المتحدة وروسيا تتفاوضان بشأن مؤتمر سلام مقترح.
ويطلب المعارضون أسلحة مضادة للدبابات والطائرات لمساعدتهم في التصدي لقوات الاسد الجوية ومدرعاته.
ودعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان جماعة حزب الله الى سحب مقاتليها من سوريا قائلا ان زيادة مشاركتها في الحرب الاهلية هناك من شأنها تأجيج التوتر في لبنان.
وقال سليمان لصحيفة السفير اللبنانية في مقابلة نشرت اليوم الخميس //اذا شاركوا في معركة حلب وسقط المزيد من القتلى في صفوف الحزب فهذا سيعيد توتير الاجواء ويجب أن تتوقف الامور عند القصير والعودة الى لبنان.//
وكان سليمان وهو مسيحي ماروني حصل على دعم الاسد لتولي رئاسة لبنان لكنه بات اكثر حزما في انتقاد سوريا التي هيمنت على لبنان عسكريا وسياسيا على مدى ثلاثة عقود.
وأجج الصراع السوري التوترات الطائفية المعقدة في لبنان حيث قتل العشرات في اشتباكات بين مسلحين علويين موالين للاسد واخرين سنة مناهضين له في مدينة طرابلس بشمال البلاد.
وفي العراق تصاعدت الهجمات الطائفية في المناطق الشيعية والسنية وهو ما يشكل ضغطا كبيرا على تركيبته العرقية والطائفية الهشة.
وتقول الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة انها لا تؤيد طرفا في الحرب وتدعو الى تسوية عن طريق التفاوض.
وتقول القوى الغربية ان الحكومة العراقية تسمح لطائرات ايرانية تنقل السلاح لقوات الاسد بالمرور عبر المجال الجوي العراقي وهو اتهام تنفيه بغداد.
ويقول مسؤولون أمريكيون وأوروبيون ان العراق لا يبذل جهدا كافيا لمنع ايران من استخدام مجاله الجوي في نقل السلاح لحكومة الاسد.
وقال زيباري ردا على ذلك وعلى تنقل مقاتلين شيعة عراقيين عبر الحدود //حسب معرفتنا بديناميكية الصراع الدائر في سوريا اتخذنا موقفا اكثر حذرا. ليس حبا في النظام… ولكن بدافع من مخاوف كبيرة على المصالح الوطنية العراقية.//
وفي باريس قالت يونسكو ان لجنتها المختصة بالتراث العالمي قررت ادراج المواقع التاريخية الستة في سوريا على قائمتها للتراث العالمي المعرض للخطر بهدف لفت الانتباه الى المخاطر التي تواجهها بسبب الصراع في البلاد.
وقالت يونسكو في بيان //الادراج على قائمة المواقع المعرضة للخطر يهدف لحشد كل دعم ممكن لتأمين تلك الممتلكات التي يعترف المجتمع الدولي بها كقيمة عالمية استثنائية للبشرية كلها.//
والمناطق المعنية بذلك هي المدينة القديمة في دمشق واثار تدمر ومدينة بصرى القديمة ومدينة حلب القديمة وقلعة الحصن وقلعة صلاح الدين والقرى القديمة في شمال سوريا.