مقال: (ايش عنده) المثقف!!
(ايش عنده) المثقف!!
بقلم: مصطفى العديلي
لماذا نحن شعب لا يقرأ؟ فعندما ُيشاهد مواطن عربي ممسكاً بكتاب بين يديه ويقرؤه، يضحك عليه أصحابه وينعتونه ب”المثقف” أو يقولون له: (ايش عنده الي يقرأ!)، بينما عندما يرون أجنبي ممسكاً بكتاب بين يديه يستخلصون بأن الأجانب مثقفين! نستنتج من هذا المثال بأن ثقافة الجهل انتشرت بين العرب، أي أن القراءة هنا محصورة فقط على المثقفين.
إن الوطن العربي يعاني من قلة القراءة، ففي إحصائية، وجد أن كل مليون عربي يقرأ 30 كتاباً فقط (ويكيبيديا). ووفقا لتقرير (التنمية الثقافية) الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي، وجد أن القراءة تأتي في المرتبة الأخيرة بالنسبة لاهتمامات المواطن العربي، فبلغ معدل القراءة عند الفرد في الوطن العربي 6 دقائق سنوياً، مقابل 200 ساعة ساعة للفرد في أوروبا وأمريكا، كما أن عدد ما يصدر من الكتب في الوطن العربي سنويا حوالي 5000 كتاب، مقابل 35000 في اليابان، و85000 في أمريكا، ولا تتعدى المدونات العربية 0.7% من مجموع المدونات عالمياً.
وبالنسبة لبريطانيا، فيوجد هناك “مهرجان” سنوي للقراءة يدعى بـ”هاي فيستيفال”، وقد بلغ إجمالي مبيعات الكتب المطبوعة والإلكترونية، نحو 3.3 مليار جنيه استرليني، أي حوالي 1.9 مليار دينار بحريني. ففي بريطانيا يقيمون “مهرجانات” للكتب، بينما في الدول العربية يعتبر الكتاب كـ”فيلم رعب”.
وعند النظر إلى الأسباب، نجد بأن ثقافة التلقين والحفظ قد أثرت على الطلاب، فيصبح الطلاب في موقع عداء بالنسبة للكتاب وينظرون له كـ”الوحش المفترس”، إضافة إلى عدم اهتمام الدول العربية بالكتاب وقلة الدعم التعليمي له، هذا بالإضافة إلى غياب التثقيف في المجتمع وعدم تشجيع أفراد الأسرة على القراءة. وقد أثر الغزو الثقافي الغربي وترويج الألعاب الملهية أيضاً على القراءة، فالمواطن العربي يرى بأن لعبة على الكمبيوتر أو الهاتف النقال أفضل كثيراً من الامساك بكتاب والتعلم منه.
يجب تصحيح النظرة العربية للكتب، فالكتب هي مصدر الثقافة وخير جليس وونيس في الوحدة، والعديد منا لا يدرك بأنه يستطيع أن يقرأ ما يحبه، وليس الأمر محصوراً فقط على الكتب التاريخية أو الثقافية، فتوجد هناك كتب عن البرامج الإلكترونية أو المكياج أو الفن أو الرياضة، فيستطيع كل شخص منا الحصول على ما يحبه ويستهويه من كتب، فالمكتبات العامة والخاصة منتشرة ولكن للأسف لا يتواجد فيها إلا “صراصير الليل”!!