القوة الذهنية مفتاح التفوق الأسباني
مدريد، 28 يونيو – عرب توب – مصطفى العديلي:- أعربت وسائل الإعلام الأسبانية اليوم الجمعة عن اقتناعها بالفوز الثمين والغالي لمنتخب بلادها على نظيره الإيطالي (الآزوري( بضربات الترجيح مساء أمس الخميس في المربع الذهبي لبطولة كأس القارات لكرة القدم والمقامة حاليا بالبرازيل.
وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي بعد تفوق إيطالي في الشوط الأول من المباراة واقتسام الفريقين للشوط الثاني وسيطرة تامة للماتادور الأسباني على مجريات اللعب في الوقت الإضافي.
ويلتقي المنتخب الأسباني بطل العالم وأوروبا نظيره البرازيلي صاحب الأرض بعد غد الأحد في المباراة النهائية للبطولة.
وأشارت وسائل الإعلام الأسبانية اليوم إلى أن القوة الذهنية كانت المفتاح وراء هذا الفوز الثمين على الآزوري في درجة الحرارة العالية ونسبة الرطوبة التي أقيمت فيها المباراة بمدينة فورتاليزا البرازيلية.
وذكرت إذاعة “راديو ماركا” الأسبانية اليوم “القوة الذهنية كانت مفتاح الفوز أمس.. كان نوعا من المباريات اعتاد المنتخب الأسباني خسارته ولكنه لم يعد هكذا”.
وعلقت إذاعة “كادينا كوبي” قائلة “اللاعبون اعتادوا الفوز الآن حتى في أحلك الظروف. عانوا كثيرا بالفعل ولجأوا لأقصى طاقاتهم البدنية والذهنية”.
وحفلت وسائل الإعلام الأسبانية هكذا بعبارات الإشادة والثناء على المنتخب الإيطالي وقارنوه بشكل إيجابي بالفريق الذي اكتسحه المنتخب الأسباني 4/صفر في نهائي كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2012( ليتوج الماتادور الأسباني بلقب البطولة للمرة الثانية على التوالي.
وذكرت صحيفة “آس” الأسبانية الرياضية “الإشادة لإيطاليا. لقد درسونا جيدا وتفوقوا علينا في الشوط الأول ولكنهم فقط لم ينجحوا في تسجيل ما كان يمكن أن يصبح هدفا حاسما”.
ووصفت “آس” الفوز في مباراة الأمس بأنه “أكثر فوز متوتر في دائرة انتصاراتنا (منذ الفوز بلقب يورو 2008(“. وأشارت “آلهة كرة القدم تقف الآن في صفنا”.
واختصت صحيفة “ماركا” الأسبانية الرياضية كلا من اللاعبين خيسوس نافاس وجيرارد بيكيه وسيرخيو راموس وإيكر كاسياس بإشادة خاصة.
وأنعش المتألق نافاس الهجوم الأسباني في الوقت الإضافي ثم سجل بهدوء ضربة الترجيح الحاسمة بعدما أهدر المدافع الإيطالي ليوناردو بونوتشي الضربة السابعة للآزوري وأطاح بالكرة فوق العارضة.
وأضافت الصحيفة أن قلبي الدفاع بيكيه وراموس كانا “رائعين تماما” وأنهما نجحا مع باقي زملائهما بالفريق في إيقاف الآزوري تماما “بعد الشوط الأول المتوتر”.
وكان كاسياس حارس مرمى أسبانيا هو بطل الشوط الأول حيث تصدى لكرتين رائعتين وفي غاية الخطورة من اللاعب الإيطالي كريستيان ماجيو.
وأشادت “ماركا” باستعادة كاسياس مستواه العالي المعهود وهدوئه الرائع خلال بطولة كأس القارات الحالية وبعد موسم مروع شارك فيه قليلا مع فريقه ريال مدريد الأسباني بسبب الإصابة والخلافات مع البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للفريق آنذاك.
وقال كاسياس “كانت مباراة صعبة للغاية. المنتخب الإيطالي تعامل معها بشكل متميز. حالفنا الحظ في ضربات الترجيح… إنه جيل لا ينسى”.
وأعرب كاسياس قائد الفريق عن قلقه من حالة الإجهاد التي يعاني منها الفريق بعد هذه المباراة وقبل لقاء البرازيل في نهائي البطولة بعد غد الأحد خاصة وأن منافسه حصل على راحة ليوم إضافي بعدما خاض مباراته في المربع الذهبي أمس الأول الأربعاء.
وأضاف “نشعر بإجهاد شديد ونحتاج للراحة. لن تكون المواجهة سهلة أمام المنتخب البرازيلي ، ولكننا سنبذل قصارى جهدنا”.
وأثار المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني الدهشة عندما أكد أن مساعده توني جراندي هو من اختار مجموعة اللاعبين الذين سددوا ضربات الترجيح.
وقال دل بوسكي “كان توني هو من اختار مسددي ضربات الترجيح. كل الفضل يرجع إليه”.
وأشاد دل بوسكي كثيرا بالمنتخب الإيطالي قائلا “كان أفضل منا خاصة في الشوط الأول. وبعدها ، عدلنا أوضاعنا وأصبحنا الأفضل في الوقت الإضافي للمباراة”.
وأعرب دل بوسكي عن أمله في ألا يعاني لاعبوه من الإجهاد الشديد في المباراة العصيبة للغاية أمام المنتخب البرازيلي.
وقال “أتمنى أن يذهب اللاعبون إلى استاد (ماراكانا( الأسطوري في ريو دي جانيرو ، الذي تقام عليه المباراة ، بطموح الأطفال.. الحقيقة أن المنتخب البرازيلي حصل على راحة لمدة يوم أكثر ولكن هذا لا يمكن أن يصبح عذرا. هذا كان عن طريق القرعة ولن نقول شيئا عنه”.
وأضاف “كانت مباراة نقية ونبيلة أمام المنتخب الإيطالي. ونتمنى تقديم مباراة مبهرة أمام البرازيل لتكون دعاية رائعة للرياضة الأسبانية”.
وأوضح “المنتخب البرازيلي توج بكأس العالم خمس مرات سابقة مقابل مرة واحدة لنا. لديهم فريق استثنائي… اللاعبون أدوا مهمتهم ولكننا ننتظر منهم المزيد يوم الأحد”.
ووصف دل بوسكي المباراة بأنها “نهائي الحلم” ولكنه أعرب عن حزنه لإقامة المباراة في وقت متأخر للغاية بالتوقيت الأوروبي مما يعني أن كثيرين من مشجعي المنتخب الأسباني وخاصة الأطفال لن يستطيعوا مشاهدة البث المباشر للقاء.