وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ يل وتعيين ابنه كيم جونغ أون خلفا له !
أعلنت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية نبأ وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-إيل يوم السبت وتم تعيين ابنه كيم جونغ -أون خلفا له. وفي الوقت الذي دعت فيه اليابان إلى اجتماع عاجل للحكومة قال البيت الأبيض إنه يراقب الوضع عن كثب إثر إعلان رحيل كيم جونغ-إيل.
ونقلا عن وكالة الانباء الفرنسية العالمية ا.ف.ب فقد توفي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل السبت بعد صراع طويل مع المرض اثر اصابته بازمة قلبية تاركا لنجله كيم جونغ اون الذي اختير لخلافته بلدا يملك السلاح النووي لكنه يعتبر بين الدول الاكثر انغلاقا في العالم واقتصادا منهارا، وغير قادر على تامين المواد الغذائية لشعبه.
وكيم جونغ ايل الذي تدهورت صحته سريعا بعد اصابته بجلطة دماغية في 2008 كان يبلغ من العمر 69 عاما بحسب سيرته الرسمية هو “الزعيم الغالي” او “الزعيم العظيم” كان يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ رحيل والده كيم ايل سونغ عام 1994. وعين نجله الاصغر كيم جونغ اون الذي يقل عمره عن ثلاثين عاما والذي لم ير العالم وجهه الا قبل سنة، لخلافته كما اعلنت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية. وهذا الخيار كان متوقعا لكنه ادخل المجموعة الدولية في مرحلة من الترقب.
وتزامنا مع اعلان الوفاة اجرت كوريا الشمالية الاثنين تجربتين لصاروخين قصيري المدى قبالة سواحلها الشرقية، كما افادت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية. ونقلت الوكالة عن مسؤول حكومي لم تكشف هويته ان اطلاق الصاروخ ليس له علاقة باعلان وفاة كيم جونغ ايل السبت اثر اصابته بنوبة قلبية. وقال المصدر نفسه ان “هذه الصواريخ يقدر مداها بحوالى 120 كلم” مضيفا “نعتقد ان كوريا الشمالية اجرت هاتين التجربتين الصاروخيتين لتحسين فاعليتها ومداها. لم نشهد شيئا سوى اكثر من تجارب”.وامتنعت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية عن تاكيد اطلاق الصاروخ.
وقد اعلنت الوكالة الكورية الشمالية الرسمية ان كيم جونغ ايل “توفي نتيجة ارهاق فكري وجسدي كبير” السبت عند الساعة 08,30 (الجمعة عند الساعة 23,30 تغ). واضافت الوكالة ان كيم توفي جراء “ازمة قلبية” المت به داخل قطاره خلال احدى تنقلاته الميدانية، مشيرة الى ان تشريحا لجثته حصل الاحد. وسيسجى جثمان الزعيم الكوري الشمالي في ضريح كومسوسان الى حين موعد مراسم التشييع الرسمية في 28 كانون الاول/ديسمبر. واعلنت السلطات الكورية الشمالية الحداد من 17 الى 29 كانون الاول/ديسمبر. كما اعلنت الوكالة انه تم اعلان النجل الاصغر للزعيم المتوفي لخلافة والده، واصفة اياه ب”الخليفة الكبير” لوالده.
وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية انه “في طليعة الثورة الكورية يوجد حاليا كيم جونغ-اون، الخليفة الكبير للقضية الثورية للزوتشيه والزعيم المميز لحزبنا وجيشنا وشعبنا”، مستخدمة في ذلك المصطلحات التقليدية للدعاية السياسية للنظام. وزوتشيه او جوتشيه هو الاسم الذي يطلق على العقيدة الرسمية للنظام الستاليني والتي وضعها مؤسس الجمهورية الشعبية لكوريا الديموقراطية كيم ايل سونغ والد كيم جونغ ايل، وهي عقيدة تجمع بين الشيوعية والاكتفاء الذاتي.
واضافت الوكالة ان “زعامة كيم جونغ اون هي الضمانة الاكيدة لنا كي نضمن بقاء القضية الثورية للزوتشيه للاجيال المقبلة، القضية التي اسسها كيم ايل سونغ وقادها الى النصر كيم جونغ ايل”. واضافت الوكالة “على كل افراد الحزب (حزب العمال الحاكم) والجيش والشعب ان يخضعوا بكل امانة لسلطة الرفيق كيم جونغ اون وأن يسعوا بحزم الى حماية وتعزيز وحدة الحزب والجيش والشعب”. ويكرس اعلان كيم جونغ اون خلفا لوالده مبدأ السلالة الحاكمة الشيوعية الوحيدة في التاريخ، وقد تدرج هذا الشاب خلال السنوات الفائتة في السلطة وتسلم اعلى المراتب العسكرية والسياسية.
واشارت وسائل الاعلام الرسمية الى “حزن لا يمكن وصفه” لدى الكوريين الشماليين فيما بث التلفزيون الرسمي الصيني مشاهد لمواطنين يجهشون بالبكاء في شوارع العاصمة التي بدت مقفرة اكثر من المعتاد. وتوالت ردود الفعل الاقليمية والعالمية على وفاة زعيم النظام الستاليني. ففي سيول، وضعت كوريا الجنوبية جيشها في حالة تأهب وعززت الرقابة على حدودها مع كوريا الشمالية، كما طلبت من حليفتها واشنطن التي تنشر 28500 جندي اميركي على اراضي كوريا الجنوبية تعزيز المراقبة عبر الاقمار الاصطناعية والطائرات، بحسب ما اوضح متحدث باسم رئاسة اركان الجيش الكوري الجنوبي.
والغى الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك كل التزاماته ومواعيده ودعا الى اجتماع لمجلس الامن الوطني في “البيت الازرق”، اسم القصر الرئاسي في سيول. ولا تزال الكوريتان رسميا في حالة حرب منذ الهدنة التي وقعها الطرفان اثر حرب 1950-1953. من جهتها وفي اعلان مفاجئ اعربت الحكومة اليابانية عن تعازيها لبيونغ يانغ اثر اعلان زعيم البلد الذي لم تقم طوكيو علاقات دبلوماسية معه ابدا. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية اوسامو فوجيمارو خلال مؤتمر صحافي ان “الحكومة تعرب عن تعازيها بعد الاعلان المفاجئ عن وفاة رئيس لجنة الدفاع الوطني لكوريا الشمالية كيم جونغ ايل”.
وقد تنوعت ردات فعل الدول العالمية حول خبر وقاة الرئيس الكوري الشمال كيم جونغ يل، حيث كان رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الغى خطابا كان من المقرر ان يلقيه ظهر الاثنين في طوكيو وسارع الى الاجتماع مع وزرائه الرئيسيين داخل مكتبه فور الاعلان عن وفاة زعيم كوريا الشمالية. واضاف انه امر بتعزيز العمليات الاستخبارية حول كوريا الشمالية وبالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية والاستعداد لاي طارئ. ولا تقيم اليابان التي احتلت شبه الجزيرة الكورية خلال النصف الاول من القرن العشرين، اي علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية التي تعتبرها طوكيو تهديدا لها.
بدوره بحث الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال اتصال هاتفي مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك الاثنين في التعاون الامني الوثيق بين واشنطن وسيول بعد الاعلان عن وفاة زعيم كوريا الشمالية. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان اوباما “جدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة القوي ضمان استقرار شبه الجزيرة الكورية وامن حليفتنا القريبة الجمهورية الكورية”. من جانب اخر قدمت الصين وروسيا تعازيهما برحيل كيم جونغ ايل. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ليو وايمين “صدمنا بنبأ وفاة الرفيق رئيس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية ونقدم تعازينا الحارة للشعب الكوري الشمالي”. كما اعلن ناطق باسم الكرملين ان روسيا، احدى الدول القليلة التي ابقت على علاقات دبلوماسية واقتصادية مع كوريا الشمالية، قدمت الاثنين تعازيها بوفاة الزعيم الكوري الشمالي.
من جانبها قالت بريطانيا ان وفاة زعيم كوريا الشمالية يمكن ان تكون “نقطة تحول” للدولة المعزولة، داعية خليفته الى الدخول في حوار مع المجتمع الدولي. وعبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه عن امله في ان “يتمكن الشعب الكوري الشمالي في احد الايام من الحصول على حريته” وذلك بعد وفاة الزعيم كيم جونغ ايل. وصرح متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الاثنين ان الاتحاد يتابع “باهتمام” الوضع في كوريا الشمالية. وفي برلين، اعتبر متحدث باسم الخارجية الالمانية الاثنين ان وفاة الزعيم الكوري الشمالي تشكل “فرصة لتغيرات في كوريا الشمالية”.